المشرقي تتحسر على وضع الرواد الأوائل وتشتكي الإهمال في أرذل العمر
استنكرت الفنانة نعيمة المشرقي الوضعية المزرية التي يعانيها الفنان المغربي في أرذل العمر، مؤكدة أن الكثير منهم يكابد الفقر والوحدة والحرمان في صمت قاتل دون الحصول على بصيص أمل من مسؤولي القطاع لتغيير وضعيتهم الاجتماعية.
وتحدث الممثلة لـ"الصحيفة" عن عراقيل المجال وضعف الإمكانيات المادية وندرة الأعمال والانتاجات الفنية، وكذا عن وضعية أصدقائها الفنانين اللذين انتهت مسيرتهم الفنية وأصبحوا في غياهب النسيان والحرمان.
"لا يمكنني القضاء على مسيرة دامت سنوات وعلى سمعة شيدتها من ذهب، مقابل للحصول على دور في أحد الأعمال التي تسخر من الوضعية الاجتماعية للمغاربة". هكذا ردت الفنانة التي رأت النور بالدار البيضاء سنة 1943 عن غيابها على شاشة الإنتاجات الفنية المغربية.
وتتحسر المشرقي على الوضعية التي صار عليها الفن بالبلاد، مشيرة في حديثها لـ"لصحيفة" أن عددا من زملائها المحسوبين على المجال، يقبلون بأدوار تعطي صورة سوداء عن المغاربة، خاصة بقبولهم لأعمال تسخر من أناس البادية ومن ذوي الاحتياجات الخاصة في بعض الأحيان.
وأضافت المشرقي التي صدح أسمها في عالم أب الفنون منذ بداياتها الفنية "لا أقبل أدوارا تستهزئ بذكاء المتابع وتحط بالمغاربة في صورة سوداء أمام أشقائنا العرب، فغالبا ما أرفضها قبل أن أدخل في تفاصيلها المادية".
بحرقة كبيرة على ما آل إليه وضع أصدقائها الفنانين المغاربة في نهاية حياتهم تستطرد صاحبة الصوت الحنون الذي أبكى المغاربة ببرنامج "أمي لحبيبة": "بدون حصر مجموعة كبيرة انتهت بهم الحياة في منازل مهترئة أو بمستشفيات حكومية يشحذون العلاج والعافية بعدما أعطوا بدمائهم لعقود من الزمن وساهموا في إدخال الفرحة على قلوب المغاربة".
أسباب عدة أدت إلى توقف حياتهم المهنية ضمنها الحفاظ على صورة جيدة عند الأسر المغربية هو ما تؤكده المشرقي بالقول: "أفضل الحفاظ على صورتي البيضاء عوض قبول أدوار تخدش الحياء وتمس بسمعة المغاربة أو تستهزئ من ذكائهم".
ومع مرور الوقت وإصرار الفنانة رفضها لتك الأدوار، أصبح مجموعة من المخرجين يتجنبون التعامل معها بحجة "التكبر" ورفضها طمس حياتها المهنية بمقابل سيتلاشى. ووجهت المشرقي نقدها لوزارة الثقافة حينما أكدت أن مجموعة من الوعود تلقاها النجوم الأوائل من طرف وزارتهم، إلا أن تلك القرارات التي سطرها أجيال من الوزراء، بقيت حبيسة المكاتب الباردة، ولم يتمكن أحد من الرواد من الاستفادة بشيء، حيث ظل وضعهم يدمي القلب.